عند حدوث حمل تتغير علاقتك مع شريك حياتك وهناك من يتعامل مع هذه التغيرات بسهولة، ولكن البعض الأخر يجد صعوبة مع التأقلم مع هذه التغيرات وترجع ذلك التغيرات إلى هرمونات الحمل التي تجعل السيدة الحامل تشعر بمزيج من التغيرات العاطفية مرة بارتفاع المشاعر ومرة أخرى بانخفاضها وهذه ما يجعلها تعاني بالضعف والشعور بالقلق والأمر لا يتوقف على ذلك فقط فبعض النساء تعاني صعوبة في التعامل مع من حولها وهذا من الممكن أن يسبب لها ضغطًا إضافيًا لذلك فالعلاقات الإيجابية تشعرها بأنها محبوبه وتشجعها على التعامل مع الآخرين ،أما العلاقة السيئة تجعلها تشعر بالضيق تجاه نفسها والآخرين وتسبب لها بعض القلق والاكتئاب وهذا الكلام ينطبق أيضا على الزوجين فمن الطبيعي أن يتجادل الأزواج حتى لو كان هذا الخلاف من ضمن العلاقة الصحية وليس له أي علاقة بالحمل ،لكن هناك بعض الأسباب الشائعة التي تجعلك تتجادلين مع زوجك عندما تكونين حامل وتخافين من ممارسة العلاقة الزوجية معه .
أسباب تجعلك لا تمارسين العلاقة الزوجية
- شعورك بأن لأبد الاهتمام بحملك أكثر من الاهتمام بشريك حياتك .
- شعورك في كثير من الأحيان أن أخر شيء تفكرين فيه هو ممارسة العلاقة الزوجية .
- شعورك بالتعب والغثيان وتغير حالاتك المزاجية .
- خوفك المستمر على جنينك من الإصابة أو الإجهاض .
- شعوك بقلق من أن شريكك لن يجد جسمك المتغير جذابًا.
اقرأي أيضا: هل هناك أي أضرر لـ العلاقة الحميمة بين الزوجين اثناء الحمل؟
ممارسة الجنس أثناء الحمل
كما ذكرنا في السابق أن الحمل هو وقت لتغيير كبير في الجسم والعقل والعلاقة والهوية الذاتية وتلعب العلاقة الإيجابية بين المرأة الحامل وشريكها دورًا حيويًا وتعتبر فترة ما قبل الولادة فترة مليئة بالقلق والتوتر وهذا يمكن أن يضع ضغوطا على العلاقة الزوجية على الرغم من أن الارتباط الأقوى بين الأزواج عاملاً وقائياً ضد القلق المرتبط بالحمل.
لماذا تعد العلاقة الجنسية أثناء الحمل مهمه ؟
من المعروف أن عامل الرفاهية مهم بين الزوجين سواء أثناء الحمل أو في أي وقت آخر ويمكن أن تساهم العلاقة الزوجية من تخفيف الاضطرابات الصحية والعقلية للحامل أثناء فترة الحمل وما بعد الولادة لأن العلاقة الزوجية لها أهمية في:
- الصحة البدنية والنفسية لكلا الشريكين .
- تجعل نظام المناعة يعمل بشكل أفضل .
- تمنع الانفصال.
- تعزيز العلاقة الزوجية وتجعلها أقوى.
العوامل التي تسهم في انخفاض العلاقة الجنسية بعد الولادة
في السنة الأولى من الولادة أشارت بعض الاحصائيات أن 40-70 ٪ من الأزواج تحدث لديهم بعض الانخفاض في علاقتهم الجنسية ويرجع ذلك لعدة عوامل منها :
1) التعب والإرهاق:
تعاني الأمهات من التعب والإرهاق وقلة النوم بسبب احتياج أطفالها لوجودها على مدار اليوم وهذا ما يجعلها ترفض إقامة العلاقة الجنسية .
2) قلة التواصل:
انشغال الآباء كلا منهم عن الآخر يخلق فجوة في التواصل الإيجابي والحوار بينهم ويعتبر التواصل الجيد حجر الزاوية في العلاقة الزوجية الصحية لذلك لابد من أن تكوني على تواصل مع شريك باستمرار .
3) زيادة المسؤولية :
بعد الولادة غالباً ما تتحمل النساء مسؤولية أكبر في الأسرة قد يشعرون بالحاجة إلى ساعات إضافية لتلبية احتياجات رعاية الأطفال يمكن أن يؤدي شعورها بالضغط حول الواجبات المنزلية إلى جدال وصراع مع شريك حياتها.
4) الجلوس وقت أقل معا :
أثناء تلبية متطلبات ومسؤوليات رعاية الأطفال والعمل المنزلي ، غالباً ما لا يجد الأزواج الكثير من الوقت لقضائه معًا لمشاركة الأحداث التي تحدث لهم ونتيجة لذلك قد يشعر أي من الزوجين بالوحدة والعزلة قد تبقى العديد من النزاعات بينهم دون حل أو مناقشة وهذا ما يجعل العلاقة الجنسية بينهم متوترة .
5) مشاكل سابقة في العلاقة :
في حالة وجود أي مشاكل سابقة بين الزوجين تؤثر هذه المشاكل على العلاقة بينهم وتخلق مسافة في علاقاتهم .
اقرأي أيضا : أهم ما ينبغي معرفته عند ممارسة الجنس أثناء الحمل
ما الذي يساعد على الحفاظ على ممارسة الجماع أثناء الحمل ؟
يمكن أن يكون النفور من الجماع أثناء الحمل أمرا طبيعيا ولكن بالتحضير له يمكن استمرار العلاقة ومن ضمن الأشياء التي يجب فعلها في هذه المرحلة :
التحضير لبرنامج الأبوة
برنامج الأبوة عبارة عن برنامج منظم للاستعداد أثناء الحمل والولادة بهدف :
- معرفة التوقعات التي ستحدث سواء الأم أو الزوج .
- العمل على توفير المهارات اللازمة للتعامل مع صعوبات العلاقة المشتركة مثل حل النزاعات ومهارات الاتصال.
- العمل على قضاء بعض الوقت مع شريك ومناقشة اللحظات السعيدة معه وتحديد الصعوبات التي قد تواجهكم .
- تقاسم المسؤوليات بينك وبين زوجك وهذا سيخلق بينكم لغة من التفاهم .
- معالجة أي صعوبات في العلاقة وحل المشكلات بينكم قبل ولادة الطفل .
نصائح للمعاشرة الجنسية أثناء الحمل
من المعروف أن الأشهر الثلاثة الأولي في الحمل يتعرض الجسم إلى الكثير من الأعراض مثل التعب والغثيان ويمكن أن تساهم هذه الأعراض إلى كره الجنس ويصبح اهتمام الأم منصب حول نفسها وجنينها وقد لا تكوني الشخص الوحيد الذي ينفر من العلاقة الزوجية فمن الممكن أن يكون شريك أيضا لا يريد ممارسة الجنس أثناء فترة حملك ويرجع ذلك لشعوره بالخوف من إيذاءك أو إيذاء طفلك ولكن هذا الشعور في البداية فقط ففي الشهور الثلاثة الأخرى من الحمل تحدث بعض التغيرات وقد يرتفع بعض الدافع الجنسي لبعض الحوامل حيث يتغير احتياج الجنس للمرأة الحامل حسب هرموناتها والضغوط التي تكون عليها وفي الثلث الثاني من الحمل تقل الأعراض التي تصاحب المرأة ،كما يقل أيضا شعورها بالخوف من ممارسة الجنس أثناء الحمل وفيها يلي نصائح للعلاقة الجنسية أثناء الحمل :
1) تجنب ممارسة الجنس على ظهرك وخاصة في الشهور الأخيرة من الحمل لأن هذا الوضع يكون غير مريح ومن الممكن أن يؤدي الضغط على ظهرك إلى إجهاد الوركين (وكذلك تقليل كمية الدم التي تتدفق إلى الطفل).
2) تجربة أوضاع مختلفة غير الظهر لتجنب الضغط على البطن كما ذكرنا سابقا ولابد من المداعبة والتحفيز وتعتبر المداعبة طريقة رائعة للاتصال فهي تغير المزاج السيء .
3) يمكن استخدام الألعاب الجنسية لأنها تحسن من الاستجابة الجنسية ولابد من استخدام الألعاب التي تحتوي على مواد آمنة للجسم مثل السيليكون كما يجب تنظيفها قبل الاستخدام وبعده بالماء والصابون .
اقرأي أيضا : كل ما تريدين معرفته عن الجماع أثناء الحمل
واخيرا لابد من معرفة أن فترة الحمل وبعد الولادة من الممكن أن تؤدى إلى انخفاض في العلاقة الجنسية وهذا الأمر طبيعي ولا يوجد فيه أي ضرر ولكن يجب كما ذكرنا في السابق عمل برنامج لتخطى هذه المرحلة كما يجب اهتمام المرأة برعايتها الذاتية وصحتها الشخصية والتقليل من عوامل الخطر المحتملة التي تحدث بسببها ضعف العلاقة بين الزوجين ، كما يمكن طلب العون والمساعدة من الأخرين للعمل على تطوير العلاقة وحل المشكلات والنزاعات حتى يتم التواصل بين الزوجين بطريقة صحية خالية من جميع المشاكل وأيضا لا تشكل العلاقة الجنسية أي مشكلة أثناء فترة الحمل فيمكنكِ ممارسة الجنس أثناء الحمل بشكل طبيعي ولا خوف منه إلا في حالة إذا أمر الطبيب بالابتعاد عنه .
