على عكس ما هو مألوف وعلى عكس كل الأقاويل المشهورة التي تقول لابد من إلقاء أي أسنان تعرضت للخلع أمام الشمس، لكي تنمو مكانها واحدة أخرى والتغني بكلمات وحروف عامية شهيرة عند التخلص منها (ياشمس ياشموسة خذي السنة المكسورة وهاتي سنة العروسة)، ذكرت الدكتورة دينا إسماعيل مرزوق إخصائي طب وجراحة الفم والأسنان إن هذا القول ليس له أساس من الصحة، وأن للأسنان اللبنية للأطفال فوائد كبيرة لا مثيل لها وفقا لأغلب الدراسات الحديثة لابد من معرفتها، وأول هذه الفوائد تتمثل في قدرة هذه الأسنان اللبنية على علاج أمراض مختلفة كاللوكيميا” سرطان الدم”، ومرض السكرى، ولعل السبب في ذلك الأمر يعود إلى أن الخلايا الجذعية التي تتواجد في تلك الأسنان هي التي تتولد منها جميع الخلايا الأخرى التي يكون لها وظائف متخصصة، الأمر الذي اقتضى بنهايته إلى أن تحرز هذه الخلايا تقدماً علميا كبيراً وتكون بمثابة اكتشاف هائل في مجال العلوم الطبية.
وقد يتساءل البعض عن مدى إمكانية الاحتفاظ بهذه الأسنان لفترة معينة من الزمن من عدمه، وهذا ما تجيب عليه الدكتورة دينا ونتناوله في هذا المقال، حيث أكدت على إمكانية القيام بهذا الأمر و لكن وفق شروط محددة، أهمها الاحتفاظ بتلك الأسنان اللبنية بطريقة صحيحة في البنوك الخاصة بالخلايا الجذعية التي يتواصل معها أطباء الأسنان بصفة مستمرة، كما أنه من الضروري حفظ الأسنان الخاصة بكل شخص على حدة حتى و لو كان أصحاب الأسنان أشقاء في الحقيقة لأن أسنان كل طفل قد لا تتطابق نهائيا مع أسنان الآخر، وفي هذه الحالة يمكن استخراج الخلايا الجذعية في الأسنان اللبنية مستقبلاً وتحقيق الاستفادة القصوى منها، وفي نهاية تصريحات دكتورة دينا ذكرت أن الأمر الوحيد السلبي في عملية تخزين الخلايا الجذعية هو التكلفة الباهظة التي تحتاجها تلك العملية، على الرغم من حجم الفائدة الضخم العائد من القيام بتخزين الخلايا الجزعية، ذلك الأمر النادر حدوثه من أي خلية أخرى، فمن المستحيل توليد انواع جديدة من خلايا موجودة فعليا، لهذا السبب ان تكون الخلايا الجذعية محور الطب الحديث مستقبلا.